الاثنين، 6 ديسمبر 2010

المكلا : مليحة عاشقاها البحر والجبل



كانت زيارتي الأولى لمدينة المكلا لحضور فعاليات المؤتمر الدولي للأمراض المنقولة جنسيا والذي جاء فرصة لأتعرف على هذا الثغر الباسم الذي يطل على البحر العربي.
كان الوصول أولا إلى مطار الريان الذي يبعد حوالي 30 كم عن قلب مدينة المكلا.
الطريق إلى المدينة جميل وواسع تزينه أشجار الزينة والورود. الطقس كان دافئا على الرغم أن الزيارة كانت في فصل الشتاء!!
الرحلة بالطائرة حوالي 55 دقيقة هي الفاصل بين قسوة برد صنعاء ولطف الدفئ في المكلا.
في الطريق من المطار تأتي منطقة "بويشة" التي يوجد فيها صرح جامعة حضرموت للعلوم والتكنلوجيا, ثم منطقة "خلف المكلا" وهي منطقة سياحية تحوي فنادق الدرجة الأولى والشاليهات السياحية والقليل من المساكن.
ثم تأتي إطلالة مدينة المكلا الجميلة وهي المدينة القديمة التي تميزت بمبانيها الطينية البيضاء والتي تطل مباشرة على البحر الذي يقبل قدميها برفق وحنان فيخيل إلى الرائي أن هناك حوار خفي بين المدينة والبحر ولا أظنه إلا حديث عشق متبادل.
زاد من جمال المكلا ذلك الخور وهو نهر صغير تم شقه من البحر ليحيط جزئيا بالمدينة وكأنه يحتظنها بحب مما أضاف لمسة جمالية زادت المكلا سحرا وروعة.
تأتي بعد ذلك منطقة "فوه" التي تضم بعض كليات جامعة حضرموت ومستشفى ابن سينا ومركز بلفقيه الثقافي وبعض الأحياء السكنية الجميلة. ثم ننتهي إلى ضاحية الشافعي التي اطلقت على اسم مسجد الامام الشافعي أحد المعالم الصوفية في المكلا.
الحديث عن المكلا له رونقه الخاص بعد أن سحرتني هذه المدينة بجمالها وطيبة أهلها وبساطتهم كبساطة مبانيها الجميلة.
أهل المكلا طيبون مضيافون وبسطاء, الابتسامة لا تفارق شفاهم يستقبلون الزائر ببشاشة كبشاشة مدينتهم التي أدركت لماذا تغنى بها الشعراء والمغنون , اذكر منهم الفنان اللبناني فهد بلان الذي غنى من التراث اليمني ( يا بنات المكلا ... يا دوا كل علة),وكذلك عاشق المكلا بلبل الخليج الفنان أبو بكر سالم الذي منى نفسه بلقاء الحبيب في المكلا " سعاد" بكسر السين في أغنيته الشهيرة (بانلتقي في سعاد). هذه الأغنية استمعت إليها من قبل كثيرا ولكن سماعي لها في المكلا كان له ذوق خاص حيث أدركت أن الشاعر المحضار استلهم الكلمات من وحي البيئة الشاعرية وجاءت ألحانها من صوت البحر وطيورة وهبات نسيمه العليل.
بالفعل المكلا مدينة الحب والفن والجمال ..... لم أتمكن من وصفها إلا بأنها مليحة عاشقاها البحر والجبل
فالبحر يداعب وجنتيها بلطف وهيام المغرم والجبل يحتضنها بحنان العاشق.
إنها المكلا ... البحر والجبل والمحضار وبلفقيه والصوفية والفن والدان والناس الطيبون
.

هناك 4 تعليقات:

  1. أبدع الخالق سبحانه فحباها مالم تحظ به قريناتها ..
    شريط ممتد بين جبل وبحر ...
    يراها الجبل بعين المحب ويحرسها فقد اعتبته ثلاثة حصون تراقب عيونها مايحدق بها من خطر ...ويرسل لها نظراته الحانية مداعبا خصلاتها وهي تسند إليه ظهرها في أمان ..كطفلة تلوذ بأبيها ...
    وبحر ....ياله من بحر بمياهه الدافئة يغسل قدميها ..لكأنما يوشبهما نقوش حناء حضرمية ..لأنها في حضرته عروس دائمة الفرح ...
    وبينهما غيوم لاتفتر في رحلتها متلونة بألوان قوس قزح ...وما أجملها لحظات الغروب عندما تصبغ البحر والسماء بألوان لازوردية رائعة ..
    كم نحن متيمون بهذه الساحرة ...التي طالما رددنا في بعدنا عنها زفراتنا مقرونة بعبارة ...
    بــــــــــعــــــدالـــــمكــــلا شـــــــــــــــــــــــــــاق

    ردحذف
  2. المكلا مدينة الحب والفن والجمال ،،،، لربما يكون لي نصيب في زيارتها وتغدقني بحبها وجمالها ... رائعة

    ردحذف
    الردود
    1. شكرالتعليقاتكم الراقية التي تعبر عن احساس مرهف. لكم تمنيت معرفة اسمائكم.

      حذف
  3. مرحبا دكتور شكري ؛ التلعليق الثاني تبعي
    انا الطالبه فاطمة البلوشي ان كنت تذكرني

    ردحذف