الخميس، 14 يناير 2010

نعيب زماننا والعيب فينا

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
الرجال هم من يصنعون الزمان ولكن الزمان لا يصنع الرجال..
اذا لماذا نتباكى على الواقع المرير وما وصلنا اليه من ذل وخنوع ؟ ولماذا نحمل الاخرين مسئولية احتقارهم لنا ؟؟
لاذنب لهم سوى إنّا ضعفاء وفاشلون.
والدليل على ذلك ما سأطرحه بين أيديكم من خطاب الملك جورج الثاني الموجه للملك هشام الثالث خليفة الاندلس
الذي عبر فيه عن بالغ احترامه وتعظيمه لحضارة المسلمين .
ليس لأنه محب لنا أو أنه رجل مهذب جدا على عكس خلفه المعاصر الذين لم يتركوا اي فرصة لاهانتنا إلا واقتنصوها . لا طبعا ليس ذلك ولكن لأننا كنا نستحق ذلك من السلف ونستحق هذا من الخلف.
لذلك لا ينبغي أن نأمل من الاخرين أن يكونوا محبين ومهذبين ما لم نكن جديرين بالاحترام والحب.

إليكم الرسالة التاريخية :

من جورج الثاني ملك إنجلترا والسويد والنرويج إلى صاحب العظمة جليل المقام ملك المسلمين في مملكة الأندلس الخليفة هشام الثالث، بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بدايةً حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة. وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة "دوبانت" على رأس البعثة من بنات أشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها. مع التعظيم والحب الخالص،




خادمكم المطيع جورج. م. أ."
وكان جواب خليفة المسلمين: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد، إلى ملك إنجلترا وإيكوسيا وإسكندنافيا الأجلّ، اطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف يُنفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالةً على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهو من صنع أبنائنا، هديةً لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا والسلام، خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث".


هناك تعليقان (2):

  1. هذه الرسالة لفتة رائعة منك سيدي وتذكير مهم بضرورة الرجوع إلى ما كنا عليه وبالفعل حتى نحصل على إحترام الناس يجب اولا أن نكون جديرين بذلك الإحترام.. وأن نعرف ذواتنا ونقدرها حتى يقدرها الآخرون في المقابل..

    دمت ودام قلمك نابضا بالعطاء

    تحيتي :
    أميرة

    ردحذف